أتمنى أن أموت..
أشاحت بوجهها..
عبَّرَ كَيانُها.. أنهُ خائفٌ وقلقٌ وغاضبٌ ومتألمٌ وحزين..
تساءلَ قلبهُ كيفَ يجتمعُ هذا المزيجُ الهجين..؟!
خائفٌ.. قلقٌ.. غاضبٌ.. متألمٌ.. حزين..
قال لها وهي لا تسمع.. ولا تريدُ أن تسمع
ولا تفهم.. ولا تريدُ أن تفهم
..لقد دَمَّرتِنِي..
ولكني يا أمي..
إنسانٌ موجهٌ للنهار..
إني أنا الضوء..
أقوى من الشمسِ..
يخترقُ المدار..
إني أنا ساكنٌ كالليل..
لا يؤثر فيَّ
ضرباتٌ..
ولا فيضانٌ..
ولااعصار..
قال لها شكراً لكِ..
تُلقِينَ فيَّ الألم..
الخوف..
النبذ..
تُلقِينني..
وأجدُ أني في جناتٍ الإله.. احتفي..
وأجدُ اتصالاً لا يحدهُ زمانٌ.. لا ينتهي..
كم تحطمتُ كلياً من نظراتِ عينيكِ..
وتقطيبِ حاجبيكِ..
وتربيعِ ساعديكِ..
وسخطِ وجنتيكِ..
ولا مبالاتِك..
وانشغالِك..
واختزالِك..
واحتقارِك..
وانتقادِك..
واتقادِك..
لم أكُن لأُعجِبك..
أو أصل إلى ذرةٍ من قَبُولِك..
يُغلَقُ الباب..
وتَغضَبُ النظرات..
وتُهمَلُ الحاجات..
أمامَ هذا الطفل..
كيف لهُ ألا يفقدَ عقلهُ..؟
وحبهُ..؟
ومجدهُ..؟
ذلكَ لأنهُ انسانٌ مصنوعٌ من الازدهار..
ومضادٌ للدمار..
كم أتمنى لو استطيع.. أن أُريكِ.. أن أُرشدك..
إنكِ قاسيةٌ مع نفسك.. وإنكِ لا تأبهينَ بقلبك..
رفقاً بروحك..
اغسلي الماضي..
واسمحي لدموعك.. ألا تكونَ حبيسةَ الكتمان..
وتوقفي.. عن اللوم.. والنكران..
اغفر لكِ يا أمي..
فاغفري لكِ..
ولي..
كلنا اليوم.. بحاجة إلى الغفران..