كبرياء القمر
طالما راودني شعور وأنا طفلة أن القمر يتبعني أينما ذهبت، كما هو الحال لدى أغلب الأطفال، كبرت وأيقنت أن للقمر كبرياء وشموخ وأننا نحن من يتبع القمر، فصار لدي هوس حب وصداقة لهذا الشكل المستدير المضيء ذو العزة والكبرياء، فلا أخلد للنوم إلا بعد ما أُشبع عيني بالنظر له، وبعد ما أتعلم منه الإبداع و الجمال وبعد ما يمل لساني من الحديث معه وبعد ما أخذ منه قبسٌ للأمل أنير به مستقبلي، فعلاً القمر ذو كبرياء فهو يحترف فن الغياب ليجعلنا أكثر شوقاً له، أما الآن هيا بنا ياصديقي لنكمل حديثنا فقد ذكرنا محاسنك بما يكفي.